مصير ثابت ابن المختار الثقفي
روى أبو مخنف قال : لمّا رأى المختار ما بأصحابه من ضعف وفشل اغتسل وتحنّط وتطيّب ، وإنمّا تبعه للخروج من القصر تسعة عشر رجلاً . ونادى أصحاب مصعب قال لهم : أتؤمّنوني وأخرج إليكم ؟ قالوا : لا ، إلاّ على حكمنا . فقال : لا اُحكّمكم في نفسي أبدا .
ثمّ ضاربهم بسيفه وضاربوه حتّى قتلوه ومن معه من أصحابه ، قتله رجلان أخوان من بني حنيفة من تميم ، عند موضع الزيّاتين(2) .
ولمّا كان الغد من قتل المختار نزل أنصاره على الحكم ! فبعث إليهم مصعب عبّاد بن الحصين الحبطي التميمي ، فنزعهم أسلحتهم وكتّفهم وأخرجهم مكتّفين !
وكان فيهم من قوّاد المختار رئيس شرطته عبد اللّه بن قراد ، فلمّا دخلوا عليه فأخذوا سيفه وكتّفوه وأخرجوه مكتوفا أدركته الندامة فأخذ يطلب حديدة أو عصا أو شيئا يقاتل به فلم يجده ! وكأنّ عبد الرحمان بن محمّد بن الأشعث عرفه أ نّه قاتل أبيه فنزل إليه وقال : أدنوه منّي ، فأدنوه منه فضرب عنقه .