سورة النصر
قيل: إن هذه السورة نزلت بعد "صلح الحديبية" في السنة السادسة للهجرة، وقبل عامين من فتح مكة.
وما ذكره بعضهم من نزول هذه السورة بعد فتح مكة في السنة العاشرة للهجرة في حجة الوداع بعيد جداً. لأن عبارات السورة لا تنسجم وهذا المعنى، فهي تخبر عن حادثة ترتبط بالمستقبل لا بالماضي.
ومن أسماء هذه السورة "التوديع" لأنها تتضمن خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
في الرواية أن هذه السورة لما نزلت قرأها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه ففرحوا واستبشروا وسمعها العباس فبكى.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا عم؟
فقال: أظن أنه قد نعيت إليك نفسك يا رسول اللّه.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
"إنه لكما تقول"1.
ظاهر السورة ليس فيه أنباء عن قرب رحلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل عن الفتح والنصر. فكيف فهم العباس أنها تنعي إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه؟
يبدو أن دلالة السورة على اكتمال الرسالة وتثبيت الدين هو الذي أوحى بقرب ارتحال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى جوار ربّه.