الفلسفة الحديثة هي تلك الفلسفة التي نشأت في القرن السابع عشر للميلاد في غرب أوروبا، والتي يتم تداولها على صعيد العالم في أيامنا هذه، والفلسفة الحديثة لا تعتبر مدرسة أو عقيدة محددة، لهذا يجب عدم الخلط بينها وبين الحداثة على الرغم من اشتراكهما في العديد من الفرضيّات، وهذا ما يميِّز الفلسفة الحديثة عن الفلسفةِ الأوليّة. لقد تم تحديد القرن السابع عشر للميلاد وبدايات القرن العشرين كبدايةٍ ونهايةٍ تقريبيّة للفلسفةِ الحديثة، وبقي كل ما تم إدراجه من هذه الفلسفة منذ عصر النهضة محل نزاع، أي أن تكون تلك الأمور من الفلسفة الحديثة قد انتهت أم لم تنتهِ، وأنّ الذي حل مكانها هي الفلسفة ما بعد الحداثة، ولهذا كانت الإشارة للفلسفة في عصر النهضة بأنها الفلسفة الحديثة المبكّرة، وقد أشار لها رونيه ديكارت بهذا الاسم في إشارةٍ لفلسفة القرن العشرين للميلاد.
يعود مفهوم الفلسفة المعاصرة إلى الحقبة التاريخية التي كانت مع بداية القرن التاسع عشر، أي مع نشوء الفلسفة التحليلية والقارية، أي أنّه مصطلح يُقصد به فترة خاصة في تاريخ الفسلفة الغربية، لكن هناك الكثير ممن يخلط بين مصطلح فلسفة الحداثة، ومصطلح فلسفة بعد الحداثة، حيث إنّ الفلسفة المعاصرة استفادت من حدثين مهمين، أولهما الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة مثل البيولوجيا والرياضيات والفيزياء، وثانيهما العلوم الإنسانية مثل علم الإجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجيا، فاهتمت الفلسفة المعاصرة بدراسة ونقد المعرفة العلمية، بالإضافة إلى اهتمامها في معنى الوجود الإنساني، ومعالجة قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية.