كيف تمكن ايراتوستين من قياس محيط الارض
قام (ايراتوستين) بقياس الزاوية التي تشكلها أشعة الشمس في (الإسكندرية) مع الشاقول النازل على سطح الأرض هناك , والذي يوازي أشعة الشمس التي تسقط عمودية على مدينة (أسوان)في نفس الوقت واليوم, فوجدها تساوي (2,7) درجة . ولّما قام بتقسيم قيمة هذه الزاوية بالدرجات على محيط الدائرة أي ( 7.2 ÷ 360 درجة = 0.002 ) أي واحد على خمسين تبين له أن المسافة بين مدينتي (أسوان) و(الإسكندرية) تعادل ( 0.002 ) أي واحد على خمسين من محيط الأرض القطبي باعتبارها دائرة .
وكانت المسافة بين (أسوان) و(الإسكندرية) معروفة لديه بالستادات ( وهو مقياس كان سائداً لدى اليونانيين ويعرف المرحلة , وهو يعادل 600 قدم يونانية , والقدم اليونانية تعادل 30سم ) فقام بضرب هذه المسافة بـ( 50 ) وبذلك حصل على محيط الأرض القطبي وأنه يساوي (252000) ستاد يوناني بالإضافة إلى (300) ذراع يونانية . وتعادل تلك النتيجة التي توصل إليها في يومنا هذا (46250)كم.
ولّما كان محيط الأرض القطبي حسب القياسات الحديثة لا يتساوى مع قياس ايراتوستين
ويرجع الخطأ الذي وقع فيه (ايراتوستين) إلى أمرين هما :
1- أن المسافة بين مدينتي (أسوان والإسكندرية) التي أعتبرها أساساً لعمله الرياضي لم تكن دقيقة.
2- لم يأخذ بعين الاعتبار أن المسافة القائمة بين خطي العرض أي مسافة الدرجة العرضية تزداد مع اقترابنا من القطبين بسبب تفلطح الأرض حول القطب الجنوبي وتقّببها حول القطب الشمالي.