الستينيات فى مصر هى جمال عبد الناصر، الوجه والشكل والمبادئ والقوة، فى الاقتصاد وفى المواجهات السياسية، ومن لم يعرف ولم يدرك تلك الحقبة من تاريخ مصر فقد خسر الكثير، الكثير من الشعور بالوطنية والشعور بالانتماء الوطنى والإحساس بالعروبة والقومية العربية.
كل تلك القيم افتقدتها الأمة العربية برحيل عبد الناصر، جمال عبد الناصر لم يكن معجزة بشرية خارقة، بل إنسان مصرى بكل ما تحمل كلمة مصرى من الشهامة والنخوة، فى بداية الستينيات، وعند قيام الثورة فى اليمن، لم يجد قادة الثورة اليمنية أحد يستنجدون به ويناصرهم سوى جمال عبد الناصر، وفى ناصر الثورة، رغم كل شىء، حبا فى الإنسان وفى قيمة أن يكون هناك عربى فى بلد عربى يستند إليه، رحل جمال وبقيت القيم والمبادئ، وظلت مصر تحفظ لجمال تمسكه بالقيم الإنسانية.. حتى عام 2013 عندما رفع الشعب صورته بجوار صورة الرئيس السيسى، ووضعوها فى كل مكان، كان عرفانا بأن ثورة جمال لم تمت معه، إنما امتدت حتى رفع السيسى رايتها مرة أخرى، الستينات فى مصر، حالة لا يعرفها ولا يعرف معناها إلا من عاصرها، وجملة (وما أدراك ما الستينيات) سوف تتردد على مدى التاريخ، عرفانا بقيمة هذا الإنسان.