التفسير:
وَالتِّيْنِ وَالزَّيْتُونِ قال عكرمة أقسم الله تعالى بمنابت التين و الزيتون فإن التين ينبت كثيرًا بدمشق و الزيتون ببيت المقدس وهو الأظهر و يدل عليه أن الله تعالى عطف الأماكن جبل الطور و البلد الأمين فيكون قسما بالبقاع المقدسة التي شرفها الله تعالى بالوحي و الرسالات السماوية وَطُوْرِ سِيْنِيْنَ أي و أقسم بالجبل المبارك الذي كلم الله عليه موسى و هو طور سيناء ذو الشجر الكثير الحسن المبارك.
قال الخازن: سمي سينين و سيناء لحسنه و لكونه مباركًا و كل جبل فيه أشجار مثمرة يسمى سينين وسيناء.
وَهَذا البَلَدِ الأَمِيْنِ أي أقسم بالبلد الأمين مكة المكرمة التي يأمن فيها من دخلها على نفسه و ماله كقوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [ العنكبوت : 67 ]
قال الآلوسي: هذه أقسام ببقاع مباركة شريفة على ما ذهب إليه الكثيرون فأما البلد الأمين فمكة المكرمة-حماها الله- بلا خوف و أما َطُوْرِ سِيْنِيْنَ فالجبل الذي كلم الله تعالى موسى عليه ، و يقال له طور سيناء.
و أما التين والزيتون منبتهما ، فقد روي عن قتادة أن المراد بهما جبلان أحدهما في دمشق و الثاني في بيت المقدس و قيل: المراد بهما الشجران المعروفان و هو قول ابن عباس و مجاهد.
و في ظلال القرآن " سيد قطب " : ( و قد كثرت الأقوال المأثورة في التين و الزيتون قيل أن التين إشارة إلى طور تينا بجوار دمشق و قيل في الزيتون أنه إشارة إلى طور زيتا في بيت المقدس) .
و قد ذكر في التوراة في بداية الإصحاح الثالث و الثلاثون من سفر التثنية { فَقَالَ جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سَيْنَاءَ وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيْرٍ وَتَلأَلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَىْ مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ }
- من سيناء يعني جبل الطور في سيناء
- أشرق له من سعير يعني دمشق
-تلألأ من جبل فاران يعني جبال مكة
- و أتى من ربوات القدس يعني بيت المقدس