دوافع التفلسف حسب ياسبيرز تتمثل في:
الدهشة :إنها الدافع إلى المعرفة منذ القديم و هي ترتبط بالوعي بالجهل ،و هي خاصية إنسانية فريدة ،و يرتبط الدهشة بالتساؤل كما قال هيدجر :"إن اندهاش الفكر بعبر عن نفسه بالتساؤل "
التساؤل : التساؤل خاصية إنسانية كذلك ،و عندما نتساءل نغير نظرتنا للعالم المحيط فينا ،أو العالم الذي بداخلنا ،كما أنه إحياء لتجارب العقول و إيقاظ لإشراقات الفلاسفة و بعث للحياة في نصوص العالم المقروء و المشهود بقول ياسبرز في كتابه "عظمة الفلسفة" ص 113 : " عندما أسأل يَرٍدُني الجواب من مقاطع النص التي ترتدي حلة الحياة بسؤالي ،في حين أن القارئ الذي لا يطرح الأسئلة يمر على النص مرور الكرام"
الشك :، أن صورته الأساسية كما أوردها نص ياسبرز ما سمي بالشك المنهجي :و مثاله ما قام به ديكارت و أسس عليه منهجه الفلسفي حيث صرح في كتابه مقال في المنهج : "فكرت أن من الواجب علي أن أطرح جانبا كل ما قد أتخيله موضع شبهة و ارتياب ،و أن أشطبه بوصفه فاسدا بإطلاق ،و ذلك لأرى ماذا سيبقى لي بعد ذلك من أمر ثابت و صحيح ،و يكون قابلا للثقة التامة ".
و الشك ضرورة عقلية ، ومن صوره :ضرورة الشك فيما تركه الأقدمون و تراثهم السابق و قد قال بهذا العالم العربي المسلم ابن الهيثم و كذلك الفيلسوف فرنسيس بيكون يقول ابن الهيثم :"إن حسن الظن بالعلماء مركوز في طباع جميع الناس ....و الواجب على الناظر ...إذا كان غرضه معرفة الحقائق أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ...و يتهم نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه و لا يتسامح فيه "(كتاب الشكوك على بطليموس ص 3)
الوعي بالذات : إن هذا الوعي يغير نظرتنا للحياة ،و يغير نظرتنا للبشر بصفة عامة ،إنه تأمل ذاتي يطلع على وضعيات أساسية تنطوي عليها حياتنا ،و وعينا بها يجعلنا كما يقول ياسبيرز" نبلغ بعد الدهشة و الشك إلى أعمق أصل للفلسفة