مفهوم الإيمان فى اللغة من الفعل آمن يؤمن، وقيل أنها كلمة مشتقة من الأمن الذى هو ضد الخوف، وقيل فيه عدة أقول فقيل معناه التصديق، وقيل الثقة، وقيل الإقرار ، وعن الرأى الذى يقول باشتقاق كلمة الإيمان من الأمن، فيقول شيخ الإسلام: (فإن اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار والطمأنينة، وذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق والانقياد). وقد عرف الإيمان بعدة تعريفات: فقيل: هو التصديق، وقيل: هو الثقة، وقيل: هو الطمأنينة، وقيل: هو الإقرار وهذا المعنى يعتبر أقرب المعانى اللغوية للإيمان فى رأى الشيخ ابن تيمية حيث قال "ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار؛ لا مجرد التصديق، والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق، وعمل القلب الذي هو الانقياد". لذا يكون معنى الإيمان فى اللغة هو الإقرار بالقلب.
أما مفهوم الإيمان شرعاً فهو: الإقرار والتصديق والاعتراف الكامل الذى لا يقبل الشك بوجود الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته، وحق الله علينا فى عبادته، والاعتراف بذلك الحق عن طريق اتباع أوامر الله تعالى وتجنب نواهيه، وأيضًا الاعتراف بأن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله، وخاتم النبيين، واتباع سنته وكل ما جاء به عن الإسلام مثل الأحكام الشرعية وغيرها، وطاعته صلى الله عليه وسلم فى كل ما أمر به، وتجنب كل ما نهى عنه عن اقتناع، وأيضاً الإيمان يشمل أعمال الجوارح كما فى رأى علماء أهل السنة والجماعة، هو: (تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية).
لذا فإن الإيمان بمعناه الشرعى ينقسم إلى قول وعمل، والقول ينقسم إلى قول القلب أى الإقرار، وقول اللسان أى التلكم بلغة الإسلام، والعمل ينقسم إلى عمل القلب، وهو الإخلاص فى العبادة، وعمل الجوارح.