ماذا يعني بناء الوطن ¿¿ لكل منا تعريفه الخاص ووجهة نظره ومهما تعددت التعريفات واختلفت وجهات النظر يبقى بناء الوطن قضية أساسية ومشتركة يشارك فيها الجميع كل حسب قدراته بما في ذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع اليمني وجميع طوائف وشرائح المجتمع والأفراد والجماعات مع الاستشعار الحقيقي والكامل بالمسؤولية فالمواطن البسيط والمتمثل في المزارع ملزم بالمشاركة في بناء الوطن عن طريق الاهتمام بزراعة أرضه بمحاصيل نقدية تمكنه من توفير المحاصيل المختلفة للمستهلك وبيعها في السوق هذا بالنسبة للمزارع وكمثال آخر المعلم في المدرسة ملزم بالمشاركة في بناء وطنه عن طريق أدائه الرسالة التعليمية والتربوية العظيمة بطريقة سليمة تمكنه من بناء جيل متعلم وواع يكون متمكنا في المستقبل من بناء وطنه, ولي الأمر ورب الأسرة ملزم بالمشاركة في بناء الوطن عن طريق تكوين وبناء أسرة صالحة وحرصه على تعليم وتربية أبنائه التربية والتعليم الصحيح بحيث يكون جميع أفراد الأسرة أفرادا صالحين ولهم دور إيجابي في تكوين مجتمع صالح وكذلك هو دور الأم خطيب الجمعة وإمام الجامع له دوره كذلك عن طريق نشر سلوكيات الوسطية والاعتدال ومعالجة قضايا المجتمع والوطن عن طريق خطبة الجمعة بعيدا عن الانحياز لطرف أو جماعة أو حزب الطالب في المدرسة له واجباته عن طريق انتهاج طرق التعليم السليمة والاجتهاد والمثابرة واحترام المدرسة والمعلم وتقديس العملية التربوية والتعليمية, الإعلامي والمثقف والصحفي له دوره كذلك عن طريق تسخير القدرات الأدبية والفكرية لخدمة وطنه دون العمل على تسخير كل ذلك لصالح السياسة والأحزاب والجماعات, ونأتي إلى دور الجهات الفاعلة والمتمثلة في الأحزاب ومختلف التكوينات السياسية والتي يجب أن تمارس مهامها وصلاحياتها في سبيل خدمة الوطن وتمكين المواطن من ممارسة العملية السياسية والديمقراطية لخدمة الوطن بعيدا عن الانزلاقات والأخطاء التي تؤثر تأثيرا سلبيا على عملية الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني لأننا وخلال السنوات الماضية اكتوينا بنيران وأخطاء تلك الأحزاب التي انتهجت أساليب وطرق العنف والفوضى.
بناء الوطن يعني أن يشارك الجميع في بنائه لا أن تكون هناك جهات تبني وجهات تهدم وتخرب لا أن يكون هناك جهات وأطراف تمارس العنف والفوضى والإخلال بالتوازن المعيشي والاقتصادي والأمني تحقيقا لرغبات شخصية وسياسية وحزبية واجتماعية, لابد أن تكون هناك معادلة مستمرة أشبه بالمعادلة الكيميائية بحيث يكون هناك مواد متفاعلة ومحيط التفاعل وشروط التفاعل حتى نحصل على النتائج وكذلك مسألة بناء الوطن لابد أن يكون هناك مواد تتفاعل ومواد تنتج وشروط للتفاعل.
جميعنا ننتمي لهذا الوطن وجميعنا يحلم ويطمح بالعيش عليه في رخاء وأمن واستقرار بحيث نتمكن من بناء الحاضر والمستقبل لا يكون همنا الوحيد الحصول على كيس القمح المستورد وأسطوانة الغاز ودبة البترول والكهرباء هذه الأشياء الأساسية يجب أن تكون متوفرة حتى ننشغل بأشياء وأمور أخرى بحيث نسعى إلى تطوير أنفسنا ولكن الواقع مأساوي مع الأسف الشديد نتيجة تجاهل وإهمال الجميع في المشاركة الجماعية في بناء وتحسين وتطوير الوطن الذي نعيش عليه جميعا فكلما توفر الاستقرار كلما ازدادت سرعة عجلة البناء والتنمية والعكس هو الصحيح.
إذا كيف نتعامل مع سلبيات وأخطاء الحاضر ونعالجها حتى نتمكن من بناء الوطن البناء الصحيح والبحث عن ثرواته المهدورة والضائعة ونسخرها لصالح الوطن وبنائه وتقدمه وازدهاره فلو وجدت النوايا الصادقة والقلوب البيضاء والعقول المفكرة والضمائر الحية لما صار حالنا هكذا يرثى له ولكن كتب الله علينا أن نتجرع كؤوس المرارة والحرمان ونشعر بالنقص عن الآخرين نتيجة أخطاء مارسها البعض كان نتيجتها هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه.
