يستغل الكاتب الخواس في تصوير المكان . وذلك بتحويله من مساحة هندسية إلى أبعاد نفسية .
فهو المكان الفضاء الذي يتسع لحركة الإنسان ويتفاعل معها، ويكشف عن جوانب من الشخصية . وتبرز أهمية المكان في كونه أهم عناصر الرواية، فهو الموضع الذي تجري فيه الأحداث وتتحرك خلاله الشخصيات، وهو الذي يمثل أحد عناصر القوى الفاعلة في الرواية .
إن الفضاء المكاني عنصر حيوي من العناصر الفنية التي يقوم عليها بناء العمل الروائي، فهو يربط أجزاء العمل الروائي بعضها ببعض من شخصيات وأحداث وسرد وحوار، إنه الإطار العام والوعاء الكبير، الذي يشد أجزاء العمل كافة، وهو الجزء المكمل للحدث،
يكتسب المكان في الرواية طابعا خياليا له مقوماته الخاصة وأبعاده المتميزة، لكن السارد يتخذ من المكان وسيلة لفهم سيرورة الاحداث . وتتجلى فاغلية المكان في كونه عنصراً فاعلاً في بناء الأحداث ورصد طبيعة الشخصيات ، وعلاقاتها، وهو فضاء يتسع لبنية الرواية ويؤثر فيها.
إن المكان في الرواية لا يراد به الدلالة الجغرافية المحدودة، المرتبطة بمساحة محدودة ، بل هو كيان زاخر بالحياة والحركة،يتفاعل مع حركة الشخصيات وأفكارها .
ويمكن ان ننظر إلى المكان في الص والكلاب من خلال أربع زوايا دلالية :
الدلالة الجغرافية ( عطفة الصيرفي ص: 37 / الطرقات / شارع محمد علي / الطريق ص : 39
الدلالة النفسية ( السجن الأصم ص: 7 . / القبور ص: 140 / بيت نور /مشارف الجامعة / المستشفى ص: 90.
الدلالة الا جتماعية ( الحي / مسكن نور / بيت الجنيدي / مقهى طرزان / مسكن رؤوف البيوت والداكين ص: 7. / مرسى القوارب ص: 110./ مشارف القرافة ص: 94. / سرك الزيات ص:82..)
الدلالة التاريخية ( قصر رؤوف / عمارة الطلبة / الجامعة / سجن الحكومة ص: 20 / مبنى جريدة رؤوف / مكتب الاستعلامات ص: 28 / الفيلا رقم 18 ص: 29 / كلية الحقوق ص: 89 / 90 ./ مجمع اللصوص والشرطة ص": 77. الفصل العاشر....
إن المكان في الرواية يحمل أبعادا دلالية ، كما انه يكشف عن طبيعة الشخصيات .وأحيانا يصبح لمكان نوعا من المحاكمة الاجتماعية والتاريخية للمنظومة العلاقات الإنسانية في مصر في فترة الخمسينيات ، حيث كثرت الشعارات حول الحرية والمساواة ، وغيرها من الوعود .