لطف الله وسرامته من خلال رساله روميه
فأقول: ألعل الله رفض شعبه؟ حاشا لأني أنا أيضا إسرائيلي من نسل إبراهيم من سبط بنيامين
لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه. أم لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في إيليا؟ كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلا
يا رب، قتلوا أنبياءك وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي
لكن ماذا يقول له الوحي؟ أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل
فكذلك في الزمان الحاضر أيضا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة
فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال، وإلا فليست النعمة بعد نعمة. وإن كان بالأعمال فليس بعد نعمة، وإلا فالعمل لا يكون بعد عملا
فماذا؟ ما يطلبه إسرائيل ذلك لم ينله. ولكن المختارون نالوه. وأما الباقون فتقسوا
كما هو مكتوب: أعطاهم الله روح سبات، وعيونا حتى لا يبصروا، وآذانا حتى لا يسمعوا إلى هذا اليوم
وداود يقول: لتصر مائدتهم فخا وقنصا وعثرة ومجازاة لهم
لتظلم أعينهم كي لا يبصروا، ولتحن ظهورهم في كل حين. خلاص الأمم
فأقول: ألعلهم عثروا لكي يسقطوا؟ حاشا بل بزلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم
فإن كانت زلتهم غنى للعالم، ونقصانهم غنى للأمم، فكم بالحري ملؤهم