للحديث: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم»، وفي لفظ أبي داود : «الحمد لله على كل حال».
المصدر : http://www.alhamdlilah.com/blog/view/4761/%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%AF#ixzz4rH29gBGY
تشميت العاطس يعني أن من حقوق المسلم على المسلم أن يشمته إذا عطس هكذا في الرواية الأولى التي أخرجها البخاري ومسلم وفي الرواية الثانية التي أخرجها مسلم إذا عطس فحمد الله فشمته فقيد ذلك بما إذا حمد الله فإذا عطس الرجل وحمد الله وسمعته فشمته يعني قل يرحمك الله فإذا قلت يرحمك الله وجب عليه أن يقول يهديكم الله ويصلح بالكم هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول في الجواب يهديكم الله ويصلح بالكم لكن هل تشميت العاطس إذا حمد فرض عين أو فرض كفاية يعني هل يكفي واحد من الجماعة إذا شمته عن الجماعة أم لابد على كل من سمعه أن يشمته والجواب أنه ذهب بعض العلماء إلى أن التشميت فرض كفاية فإذا كنا جماعة وعطس رجل وقال الحمد لله فقال أحدنا له يرحمك الله كفى وقال بعض العلماء بل تشميته فرض عين على كل من سمعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان حقا على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله وظاهر هذا أنه فرض عين فعلى هذا كل من سمعه يقول له يرحمك الله ويقول هو يهديكم الله ويصلح بالكم ويكفي منه رد واحد على الجميع إذا نواه للجميع كفى فإن عطس ولم يحمد الله فلا تقل يرحمك الله تعزيرا له على عدم حمده لله عز وجل يعني كما أنه لم يحمد الله فأحرمه هذا الدعاء فلا تقل له يرحمك الله ثم هل تذكره وتقول قل الحمد لله أو لا تذكره والجواب من المعلوم أنه يحتمل أنه قد ترك الحمد تهاونا ويحتمل أنه تكره نسيانا فإن كان تركه نسيانا فذكره وقل له احمد الله وإن كان تركه تهاونا فلا تذكره ولكن أين لي العلم بذلك وكيف أعلم أنه نسيان أو أنه تهاون ظاهر الحديث فحمد الله فإذا لم يحمد لا تشمته ولا تذكره مطلقا ولكن يمكنك فيما بعد أن تعلمه وتقول له إن الإنسان إذا عطس فإنه يحمد الله على هذا العطاس لأن العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان العطاس دليل على نشاط جسم الإنسان ولهذا يجد الإنسان بعد العطاس خفة ثم إن التشميت بقول يرحمك الله مقيد بثلاث إذا شمته ثلاث مرات يعني عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس الرابعة فقل عافاك الله إنك مزكوم تدعو له بالعافية وتبين أنه مزكوم لئلا يقول لماذا لا تقول يرحمك الله كما كنت بالأول تقول يرحمك الله فتبين العلة حين تقول إنك مزكوم وفي هذا تنبيه له على أن يحاول الاحتراز مما يزيد الزكام وإلا فإن الزكام في الغالب لا دواء له إذا أصاب الإنسان وأنه لا يذهب عنه حتى ينتهي منه لكن من أسباب تخفيف هذا الزكام عدم التعرض للهواء البارد وعدم شرب الماء البارد وعدم التعرض للبرد بعد الدفء والإنسان طبيب نفسه ثم إن ما يقوله بعض العامة إذا قلت له يرحمك الله حيث يقول يهدينا ويهديكم الله فهذا ليس بصحيح لأن الرجل دعا لك أنت فقال يرحمك الله فكيف تقول يهدينا ويهديكم الله فتدعو لنفسك قبله نعم لو قال يرحمنا ويرحمك الله فقل يهدينا ويهديكم الله لكن هو قال يرحمك الله كما أمر فأنت أجبه كما أمرت فقل يهديكم الله ويصلح بالكم وذكر أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي عليه الصلاة والسلام يتعاطسون يعني يتكلفون العطاس من أجل أن يقول لهم يرحكم الله لأنهم يعلمون أنه نبي وأن دعاءه بالرحمة قد ينفعهم ولكنه لا ينفعهم لأن الكفار لو دعوت لهم بالرحمة لا ينفعهم ذلك ولا يحل لك أن تدعو لهم بالرحمة إذا ماتوا ولا بالمغفرة لقول الله تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } فإن قيل أليس إبراهيم استغفر لأبيه وإبراهيم على الحنيفية وعلى التوحيد والجواب يتضح في قول الله تعالى { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم }
شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر : http://www.alhamdlilah.com/blog/view/2568/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85#ixzz4rH2OET4a