مظاهر النمو عند النبات
إنّ عملية النمو متشابهة لدى كافة الكائنات الحية، فكما ينمو الإنسان وتنمو عظامه وذراعيه وأرجله لفترة طويلة، تنمو النباتات نتيجة نمو الخلايا وانقسامها، وكلّما زاد عدد الانقسامات الخلوية ازداد عدد الخلايا، وكلما زاد نمو الخلية يزيد حجمها، ويستمرّ نمو النبات وتُستبدل خلاياه التالفة بواسطة الأنسجة النباتية التي تتكوّن من خلايا غير متمايزة يُمكنها الانقسام والتمايز باستمرار، وتنقسم هذه الأنسجة النباتية إلى قسمين كما يلي:
الأنسجة الإنشائية الابتدائية
تسمح هذه الأنسجة بنمو النبتة بالطول أو بالارتفاع أي ما يُسمّى بالنمو الأوّلي، ويحدث ذلك لأنّ النسيج الإنشائي المتواجد في الجذور والسيقان للنبتة ينتج نسيجًا جديدًا ويقوم بدفع نفسه إمّا إلى الهواء فتنمو السيقان أو إلى الأرض فتنمو الجذور، وفي بعض الأحيان يتركّز النمو في النسيج الإنشائي لفرع واحد، ممّا يُثبّط من نمو الفروع الأخرى، وأمّا في الحشائش والأعشاب فالمرستيمات المتواجدة في قاعدة شفرات الأوراق تُعيد نمو العشب بعد رعي الحيوانات أو جزّ الأعشاب بالآلات الكهربائية. وتتمثّل عملية التمايز في خلايا هذه الأنسجة في 3 أنواع، وهي كما يأتي:
البشرة الأولية (protoderm)، والتي تُكوّن نسيج البشرة.
المرستيم الأساسي أو النسيج الإنشائي الأساسي (ground meristem)، والذي يُكوّن القشرة واللب.
الكامبيوم الأولي أو البدائي (procambium)، والذي يُكوّن الخشب واللحاء.
الأنسجة الإنشائية الثانوية
تبدأ الأنسجة الإنشائية الثانوية بالنمو القطري أو الجانبي والذي يزيد من سماكة الجذر أو الساق، وهذا ما يُسمّى بالنمو الثانوي في النباتات الخشبية فقط، أمّا النباتات العشبية فتمرّ بمرحلة النمو الأولي فقط، وليس لها نمو ثانوي، وتنتج هذه الأنسجة نوعين من الخلايا وهما:
الكامبيوم الوعائي (Vascular cambium): والذي يقوم بإنتاج نسيج خشبي ثانوي باتجاه مركزالجذع والجذر، وإنتاج اللحاء بالاتجاه الخارجي للجذع والجذر.
الكامبيوم الفليني (Cork cambium): والذي يقع بين البشرة واللحاء، ويقوم بإنتاج خلايا فلينية لحماية الطبقة الخارجية للنبات.
مظاهر النمو عند الحيوان
لا تختلف طريقة النمو عند الحيوانات عن النباتات فجميعها يعتمد على بناء المزيد من الخلايا من خلال انقسامها، إذ يُكسّر الجسم الطعام الذي تأكله الحيوانات ويستخدمه لتغذية احتياجاته من الطاقة، إضافةً إلى بناء خلايا جديدة بمرحلة تُسمّى الانقسام الفتيلي التي تُنتج خلايا طبق الأصل أو مشابهة للخلايا الأصل بالشكل والحجم، وتنقسم الخلايا الحيوانية لقسمين بعملية مُعقّدة لتستطيع الخلية الأم إنتاج عضيات جديدة لكل خلية ابنة ناتجة، ثم تقوم بنسخ الشفرة الجينية بدقة ونقل نسختين منهم إلى نوى الخلايا الوليدة، وتتطلب هذه العملية الكثير من الطاقة التي تُستمدّ من الغذاء والموادّ الخام.
وتستخدم الحيوانات مجموعةً كبيرةً من العمليات الكيميائية لتحويل الطعام لأنسجة جديدة بعملية تُسمّى التمثيل الغذائي، وتتألّف هذه العملية من خطوتين: عملية الهدم، وهي تقسيم الطعام إلى جزيئاته المكوّنة، والعملية الابتنائية التي تنتج الخلايا الجديدة من المواد الخام.
مظاهر النمو عند الإنسان
لا يحدث نمو الإنسان بعملية واحدة بسيطة ليصبح أطول وأكبر، إذ في كل مرحلة من مراحل نمو الإنسان تحدث له تغييرات في الشكل وتكوين الأنسجة كما يلي:
يحدث النمو عند الإنسان مع تكوين خلايا جديدة وملء المزيد من البروتين والمواد الأخرى في الخلايا الموجودة، أي أنّها تبدأ بالانقسام أولًا ثم ملؤها لاحقًا، إذ تُمثل نسبة العضلات عند المولود الحديث أقلّ بكثير من كتلة الجسم الكلية مقارنةً بالشاب البالغ، بينما يُمثل الرأس عند الرضيع ربع الطول الإجمالي، أمّا عند البالغ فيُمثّل حوالي السُبع.
تنمو أنسجة خلايا جسم الإنسان خلال سلسلة معقدة جدًا تمرّ بالكثير من التغييرات، وتتفاعل جميع الأنسجة معًا بطريقة مُنظّمة لينمو الإنسان، ويُعبّر عادةً عن النمو بالطول الذي يُعدّ أفضل مؤشر على استمرار النمو نظرًا لأنّه مقياس للنسيج الهيكلي العظمي، أمّا بالنسبة للوزن الذي يرتبط بعدة أنسجة فقد يختلف من طفل لآخر ممّا يجعله أقل فائدة للتعبير عن النمو.
يحتوي جسم الإنسان أيضًا على أنسجة دهنية ولمفاوية وأنسجة الدماغ والتي تختلف في الطول بمنحنيات نموّها، وترتبط اختلافاتها اعتمادًا على عدّة عوامل، مثل العوامل الوراثية والبيئية وطريقة عمل الهرمونات.
يرجع السبب في النمو الكبير للجنين في الرحم مقارنةً بالطفل المولود أنّ الخلايا تستمرّ بالتكاثر عن طريق الانقسامات.
يستمرّ الطفل خلال وجوده في الرحم في النمو والتشكّل والطول حتى الأسبوع 34-36 الذي يُعدّ النمو بعده بطيئًا قليلًا ليكتسب الطفل الوزن الذي يولد فيه، وذلك بسبب تأثير رحم الأم والذي تصبح مساحته مشغولة بالكامل، ويعتمد الوزن على التغذية التي تُحدّد وزنه عند الولادة.
تكون سرعة النمو منذ الولادة كبيرة، ثم تتباطأ في سن 4-5 سنوات، وتبدأ بالتسارع الملحوظ في عمر المراهقة أيّ في سن 13-15 سنة.
خصائص الكائنات الحية
فيما يلي أهم خصائص الكائنات الحية:
التكاثر: والذي ينتج عن التزاوج لإنتاج أفراد جديدة ومخلوقات أصغر، مما يزيد عدد هذه الفئات ويحميها من الانقراض.
الحركة: جميع الكائنات الحية بلا استثناء تتحرك، مثل الحيوانات القادرة على المشي، أو النباتات التي تتحرك أجزائها لتتبع أشعة الشمس، أو ديدان الأرض التي تتحرك تحت التربة وتنتقل بين الأسطح بواسطة عضلات دائرية وطولية.
التنفس: وهو التفاعل الكيميائي الذي يحدث داخل الخلايا للاستفادة من الغذاء وإنتاج الطاقة.
الإحساس: وهي القدرة على اكتشاف التغييرات في البيئة المحيطة من خلال حاسة اللمس وغيرها من الحواس.
النمو: وهو ما نتحدث عنه في هذا المقال، فالكائنات جميعها تنمو بطريقتها الخاصة.
الإفراز: أي التخلص من فضلات الجسم.
التغذية: تحصل التغذية بطرق مختلفة جدًا، وذلك حسب أنواع الكائنات الحية المختلفة.
أنشطة لتعليم الأطفال مظاهر نمو الكائنات الحية
إليكِ بعض الأنشطة لتعلّمي أطفالكِ مظاهر النمو عند الكائنات الحية:
زيارة المتحف
وهي من أجمل الطرق ليتعلّم طفلكِ ويستكشف عن الكائنات الحية وغير الحية، إذ يمكنكِ أخذ طفلكِ في جولةٍ داخل المتحف ليسير بين الكائنات ويراها ويتعرّف عليها، وعند ذلك سيلاحظ طفلكِ الفروقات بينها، وبعد ذلك يمكنكِ ترك طفلكِ يكتب ما رآه، ثم اسأليه وناقشيه حول الموضوع.
مشاهدة مقاطع فيديو
يمكنكِ عرض مقاطع الفيديو التي تتضمّن الكائنات الحية المختلفة على التلفاز أو الكمبيوتر، ثم اتركي طفلكِ يكتب ملاحظاته، وقومي بمناقشتها معه.
قراءة الكتب
اشتري لطفلكِ الكتب والملصقات التي تحتوي على صور ومعلومات عن هذه الكائنات، مثل أشكالها ونوع الفراء أو الريش أو الجلد الذي يُغطّيها، وماذا تتناول من الأطعمة، وكيف تتكاثر.
منقول من الامارات اليوم