ماذا اعطي الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن‘‘‘ اعطاه وصيه‘‘.هي
(عليه السلام) مجموعة مع بعض الوصايا الأخرى في رواية واحدة ، ونحن في المقام سنذكر منها مقدار الحاجة فقط :
عن أبو عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار ، و عن محمّد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمان بن الحجّاج قال : بعث إليَّ أبو الحسن موسى (عليه السلام) بوصيَّة أمير المؤمنين (عليه السلام) :............. وكانت الوصية الأخرى مع الأولى [ وهي ] :
بسم الله الرحمن الرحیم
« هذا ما أوصى به علی بن أبی طالب ، أوصى أنّه یشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شریك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودین الحق لیظهره على الدین کلّه ولو کره المشرکون ، صلّى الله علیه وآله، ثمّ إنّ صلاتی ونسکی ومحیای ومماتی لله ربّ العالمین لا شریك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمین »
فبعد أن نفهم النقاط الأربعة السالفة الذكر نقول : أنّ الإمام وفي هذا المقطع يحاول أن يؤكد ويكشف عن حاله وما عليه حقيقته (عليه السلام) كما يراها هو ، و دأب على تهذيبها ، ليعلّمنا بعد ذلك ، ما يجب أن تكون عليه سريرة الإنسان الذي يسعى لنيل الكمال البشري والقرب الإلهي .
وكذلك يمكننا أن نفهم أيضًا ، أنّ قوام إنسانية الإمام (عليه السلام) التي عرف بها وكشفتها سيرته ، تَتَقَوَّمُ بتقبّلها لحقيقة التوحيد التي تدلّل عليها عبارة « لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له »
وبالتبع لذلك يشير إلى عنصر ثانٍ أيضا ، من خلال قوله « وأنّ محمّداً عبده ورسوله » وهو الإقرار بعبودية ثم نبوّة صاحب الرسالة نبيّ الله محمد (صلى الله عليه واله).
وتقديمه (عليه السلام) للفظة " العَبد " على " الرسالة " حين نسبهما للنبي الأكرم (صلى الله عليه واله) ، تُظهر لنا أنّ مقام العبودية أعلى مرتبة من أي مقام آخر ، بل يترقى الإمام (عليه السلام) في كشف ما عليه من الإقرار بعبودية ونبوة النبي محمد (صلى الله عليه واله) ، إلى الإقرار بأنّ ما أرسل به الرسول (صلى الله عليه واله) هو الهدى و دين الحق الذي سيظهره على باق الأديان ، مهما كانت الظروف التي سيوجدها المشركون لطمس هذا الدين الحق .