لم يكن هناك مؤسسة تسمى "مصلحة الأحوال المدنية" بالمعنى الحديث في الدولة العباسية، ولكن كان هناك نظام إداري وتنظيمي يقوم ببعض الأدوار المماثلة المتعلقة بتسجيل الأحوال الشخصية والأحداث الهامة.
### التنظيم الإداري في الدولة العباسية:
1. **الدواوين:** كانت الدواوين مسؤولة عن الإدارة وتنظيم شؤون الدولة، ومن بينها ديوان الرسائل وديوان الخراج وديوان الجند. كل ديوان كان له اختصاصاته، وكان يدير شؤونًا معينة مثل الإيرادات والجيش والمراسلات الرسمية.
2. **القضاء:** كان النظام القضائي يشرف على مسائل الأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والمواريث. القضاة كانوا يلعبون دورًا مهمًا في تسجيل هذه الأحوال وفقًا للشريعة الإسلامية.
3. **المساجد والمراكز الدينية:** كانت المساجد تلعب دورًا مركزيًا في المجتمعات الإسلامية، وغالبًا ما كانت تكون أماكن لتوثيق الأحداث الهامة مثل عقود الزواج والوصايا.
### التسجيل والتوثيق:
- **السجلات الرسمية:** كان يتم الحفاظ على سجلات رسمية لتوثيق الأمور المالية والعسكرية والقضائية.
- **الشهادات:** العقود والوصايا والعهود كانت توثق بالشهود وتكتب من قبل الكتبة أو الفقهاء وتحتفظ في المساجد أو مكاتب القضاة.
بشكل عام، كان النظام الإداري في الدولة العباسية متقدمًا ومعقدًا بدرجة كبيرة، مع وجود سجلات وتوثيقات للأحداث الهامة، ولكن هذه لم تكن مركزية أو منظمة بنفس الطريقة التي نراها في مؤسسات الأحوال المدنية الحديثة.