تعريف العلوم العقلية لأبن خلدون‘‘‘‘
إن الحديث في إشكاليات المنطق و العلوم العقلية عند العرب شبيهٌ بالحديث عن إشكاليات الفلسفة، وهذا يعود للطابع النظري الحجاجي الذي يصبغهما سواء من الناحية الشكلية أو من الجهة المضمونية، ذلك أن محتويات كل من الفلسفة والمنطق ارتبطت ارتباطا حسّاسا بأساسات الثقافة والعقيدة الإسلامية، الأمر الذي حوّل التعامل بآليات ومواضيع العلوم العقلية عموما وآليات المنطق على الخصوص إلى موقع مناقشات جدلية متباينة، بين آراء ومواقف رافضة لها،وبين آراء مُقوّمة لها،ثم آراء قابلة لها بتحفظ على عِلاتها مع العمل على تهذيبها ومنها مواقف ابن خلدون الذي وقف موقفا موضوعيا أمام هذه الإشكالية، ولهذا الاعتبار كان موضوع بحثنا حول المنطق والعلوم العقلية في المشروع الخلدوني، قاصدين من وراء هذا التنقيب كشفَ الرؤية الخلدونية في هذا المُلتَبَس من العلوم، ثمّ دوره في الحياة الفكرية والاجتماعية عند العرب والمسلمين ومدى قدرة ابن خلدون على استيعاب هذه العلوم وصنيفها وتوظيفها خاصة في مجال التاريخ والعمران