موضوع عن الأحلام والمطامح‘‘‘‘‘
كلمات نسمعها تتردّد في ألفاظ وعبارات كثيرة، وهذه الألفاظ لم ندرسها، أو نسمع عنها في المدارس، أو الجامعات، وهي كلها عبارة عن خيوط متوازنة يجمعها أنها متجهة من الحاضر إلى المستقبل، ولكن لكل منها معنى نختلف على النحو التالي:
* الطموح: هو امتلاك الحافز لبلوغ القوة، وهو ذلك الشيء الذي ينمو بداخل الفرد ليكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكي يحقق ما يريد، وهذا يعني أن تتمنّى شيئًا وتحاول أن تناله بقدر الإمكان بالجهد والجد والمثابرة، كما أنه هو الطريق الذي يوصلنا إلى الحلم، أو الأمنية، ويستطيع الفرد أن يكون طموحًا عندما يصنع هدفًا أمام عينيه، ويرى المستقبل من خلال ذلك الهدف، ويبني عليه تفكيره وجهده البدني والذهني، ويجتهد لينال مطلبه.
والطموح بهجة تدوم إلى الأبد، وهو ثروة لا يمكن تبديدها أبدًا. هذه الميزة تعطينا عامًا بعد عام عائدًا من النشاط السار الممتع؛ لأن كل واحد منّا له طموحات -كبيرة كانت أم صغيرة- وهذا حق مشروع للجميع، فكل منّا يسعى لكي يكون في وضع أفضل ممّا هو عليه الآن.
* الأحلام: هي رغبة حقيقية من الداخل لتحقيق شيء ما، لكن من غير تجسيد، أو تخطيط، أو إستراتيجية واضحة لتحقيقها، وهذه الأحلام تراودنا في اليقظة، وفي الغالب تكون مستحيلة التحقيق، وأحيانًا تكون خيالية؛ لذا فالأحلام هي ملاذنا الوحيد.
والفرق بين الأحلام والأمنيات أن الحلم مستحيل نوعًا ما، لكن الأمنية ممكنة. أمّا الطموح في غالب الأحيان يتحقق لأن الإنسان يكون قد بذل كل ما بوسعه لتحقيق طموحه، وهناك من الناس يصل إلى الممكن، وهناك من يصل إلى المستحيل.
إن الطموح والأمنيات والأحلام ليست نهاية المطاف، بل هي بداية الطريق؛ لذا ينبغي أن يتبعها عمل وجد واجتهاد، وإلاّ سيصبح هذا الطموح وهذه الأمنيات وتلك الأحلام مخدرًا لا خير فيها؛ لذا يقول علي بن طالب -رضي الله عنه- لابنه الحسين -رضي الله عنه- (إيّاك والاتّكال على المُنى، فإنّها بضائع الحمقى).
