حكم قول يضع سره في اضعف خلقه:
هو مثل صحيح يضربه الناس لبيان عظيم قدرة الله تعالى في خلقه , فقد يرى الله سبحانه وتعالى قدرته في مخلوق ضعيف, فيصبح هذا المخلوق الضعيف آية وعلامة علي كمال قدرة الله تعالي, والدليل علي صحة هذا القول او صحة معناه ان الله تعالي ضرب لنا مثلا في القران الكريم بالذباب وهو اضعف المخلوقات ليبين عجز الالهة المزعومة التى يعبدها المشركون بالله على خلق ذباب واحد, بل انهم عاجزون عن مقاومته والانتصار منه, فالذباب هو اضعف المخلوقات واحقرها وذلك يظهر في قوله تعالي يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)
والغرض من المثل او القول ان لا نحكم على المظاهر الخارجية ولا ننخدع بها, فقد يضع الله سبحانه وتعالي حبه وولايته في اضعف الخلق, وهناك حديث للرسول الكريم يدل علي هذا المعنى :
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره، رواه مسلم.
وهذا يعنى ان منزلة الانسان وقدره عند الله تعالي تقاس بما يحمله من التقوى لله اما المظهر فلا يدل علي شيئ عند الله سبحانه وتعالى وليس له وزن او منزلة عنده , وعلى قدر استقامة الانسان تكون منزلته وعلو درجته عند الله.
تظهر ايضا قدرة الله تعالى بوضع قوته وعظمته في المخلوق الضعيف , في قصة جيش ابرهة الحبشي عندما اراد هدم الكعبة الشريفة, ولكنه لم يستطع لان الله تعالى سلط عليه الطير الابابيل والتى رمت ابرهة وجيشه بالحجارة.
كما ان الله تعالى قد اهلك الملك النمرود الذى القي ابراهيم عليه السلام في النار, بالبعوضة التى دخلت في انفه واستقرت في راسه وظلت تاكل في راسه حتى امر السياف بان يقطع راسه من شدة الالم بسبب بعوضة اهلكته.