214 مشاهدة
كيف كانت معامله ايوب لعبيده
بواسطة عُدل

1 إجابة واحدة

0 تصويت

رك أيوب بلدد ولم يقاطعه، وإذ تحدث في شيء من التأكيد عن الخراب الزمني والهلاك الأبدي الذي يستحقه أيوب الشرير، رد عليه أيوب في هذا الأصحاح بكل قوة.

يعتبر هذا الأصحاح نقطة تحول مهمة في نظر أيوب البار إلى ما هو فيه من متاعب وتجارب، خاصة مقاومة أصدقائه له:

أولاً: كإنسانٍ مهما بلغ برَّه كانت نظرته قاصرة، يعاني من الضعف بسبب شدة التجربة. كان ككثيرين في وسط بوتقة التجارب في صراعٍ يتساءل: هل تحول الله إلى عدوٍ حتى سمح للشيطان أن يجربه بما يبدو أنه فوق الطاقة. وإن كان كذلك، فكيف فقد أصدقاؤه إنسانيتهم، وتجاهلوا معاملاته معهم، ونسبوا إليه ما لم يروه فيه.

هذه مشاعر بشرية عاشها البار أيوب، كما يعيشها القديسون في وسط آلامهم، ولو إلى حين.

حقًا، لقد أحاطت به الضيقات من كل جانبٍ، وتحولت التعزية إلى تعذيب (1-7). يعبر أيوب في هذا الأصحاح عن عدم صبره على كلام بلدد، وأن الذين جاءوا ليعزوه أضافوا تعبًا على تعبه بسبب انتقاداتهم الشديدة له وقسوتهم عليه، فقد عذبوا نفسه، وسحقوه بالكلام، وأخزوه، وأطلقوا عليه صفات شريرة، ووجهوا إليه اتهامات لا يعرف عنها شيئا. تظاهروا كأنهم لا يعرفوه من قبل؛ لم يعاملوه بالدالة التي كانوا يعاملونه بها لما كان في رخائه.

تساءل أيوب إن كان الله اختاره لكي يظهره كخاطئ في أعين العالم. فقد سمح له إلهه بالنكبات (8-12). ليس فقط أصحابه، وإنما حتى زوجته وأقرباؤه يتعاملون معه كطريد جرده الله من مجده، وعامله كعدوٍ، بل وأبعد عنه أصدقاءه، وجعل أقرباءه وإماءه يحتقرونه، بل والصبيان رذلوه. لم يجد من يعطف عليه في نكبته [١٣-١٩]. جسمه فني، لقد تدمر عمليًا [٢٠].

ثانيًا: في ضعفه البشري أيضًا شعر بالحاجة إلى حنوٍ ممن هم حوله وسط التجربة، فظن أنه كان يمكن لأصدقائه أن يقدموا له الحنو الذي حرمه الله منه [٢١-٢٢].

ثالثًا: امتاز أيوب البار أنه مع معاناته من ضعفه البشري إلا أنه بالإيمان الحي ارتفع إلى واقعٍ حقيقيٍ آخر، وهو أن حب الله له فائق، وعنايته به عجيبة. لهذا يتساءل: هل بالحق الله هو عدوِّي؟ فإنه هو رجائي الوحيد! [٢٣-٢٧]. يعود يسمو إلى علو الإيمان، فيقول في ثقة الإيمان الكاملة: "أما أنا فقد علمت إن وليي حي، وعلى الأرض يقوم". فهو يعزي نفسه بالإيمان والرجاء في سعادة العالم الآخر. ونحن نعتقد أن أيوب كان تحت تأثير الروح القدس الذي رفعه فوق نفسه، وأنار بصيرته، ووضع في فمه كلامًا بطريقةٍ مذهلةٍ. ونلاحظ أننا لا نجد في أحاديث أيوب بعد هذا أي تذمر أو  شكوى من الله، كما فعل قبل ذلك، لأن ذلك الرجاء هدأ روحه.

كانت معاملة طيبة 

بواسطة (7.9ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
107 مشاهدة
2 إجابة
351 مشاهدة
سُئل يناير 9، 2019 بواسطة نور الكون
0 إجابة
106 مشاهدة
سُئل نوفمبر 24، 2018 بواسطة جلال
0 إجابة
219 مشاهدة
سُئل يوليو 8، 2016 بواسطة اسئلة ✦ متالق (132ألف نقاط)