توصل ابراهيم عليه السلام لوجود الله تعالي :
إذاً استشعرإبراهيم عليه السلام أن هناك قوة خلقت كل شيء ، وأبدعت السموات والأرض، واستشعر في نفسه أن هذه الآلهة التي عكف عليها قومه لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تخلق شيئا، بل أثبت لهم فيما بعد أنها حتى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .
وحمل إبراهيم عليه السلام على عاتقه مهمة البحث عن ربه، فبدأ أولا بالنظر إلى السماء فرأى نجما كبيرا فقال هذا ربي، ولكن مهما بقي النجم فلابد من زوال، إذ انقشع الظلام وذهب النجم مع ذهاب سواد الليل، فتعجب إبراهيم ، كيف يتخذ إلها يغيب بغياب الليل .... وواصل الخليل رحلته الاستكشافية في الكون حتى رأى القمر في السماء فظن أنه هو الإله الذي يبحث عنه ولكن لم يكن القمر أطول عمرا من النجم إذ ذهب هو أيضا مع بزوغ الفجر .
فلما رأى نبي الله إبراهيم الشمس ازدادت آماله بأن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ؛ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه حيث غربت الشمس في نهاية اليوم وغربت معها آمال إبراهيم في أن يجد ضالته التي يبحث عنها ، وأصابه اليأس والإحباط حتى من الله عليه بالإيمان وأرسل إليه وحيه ليبلغه بأن الله قد اختاره ليكون نذيرا لقومه .
هذا هو الله الذي بحث عنه إبراهيم ، لم يكن الشمس ، ولم يكن القمر ، ولم يكن الصنم الذي سجد له قوم إبراهيم إنما هو الله فاطر السموات والأرض .