مَلكنـا هـذهِ الدنيـا قُرونـاً *** وأخضَعَها جــدودٌ خالـدونـا
وسطَّرنا صحـائفَ من ضيـاءٍ *** فما نسـيَ الزمانُ ولا نسينـا
حملناهـا سيــوفاً لامعــاتٍ *** غداةَ الروعِ تأبى أنْ تلينا
إذا خرجَتْ من الأغمـــادِ يوماً *** رأيتَ الهـولَ والفتــحَ المبينـا
وكنُّـا حينَ يرمينــا أناسٌ *** نُـؤدِّبهمْ أباةً قادريـنـا
وكنَّـا حينَ يأخُذنـا ولـــي *** بطغيانٍ ندوسُ لـهُ الجبينـا
تفيضُ قُلوبُنا بالهديِ بأســاً *** فما نُغضي عن الظلمِ الجُفونا
وما فتىءَ الزمانُ يدور حتــى *** مضى بالمجدِ قومٌ آخرونـا
وأصبحَ لا يُرى في الركبِ قومي *** وقد عاشوا أئِمَّتَهُ سنيـنـا
وآلمني وآلمَ كلِّ حــرٍ *** سؤالُ الدهـرِ: أين المسلمـونا ؟
تُـرى هـل يرجعُ الماضي ؟ *** فإني أذوبُ لذلكَ الماضي حنينا
بَنَينا حُقبةً فـي الأرض مُلكـاً *** يدعِّمهُ شبـابٌ طامحُـونـا
شبابٌ ذَلَّـلوا سُبـلَ المَعـــالي *** وما عَرفوا سوى الإسلامِ دينا