أولى الإسلام مسألة طاعة وليّ الأمر أهمّيّةً خاصّة بسبب الاعتبارات المتعلّقة بهذه المسألة، فطاعة وليّ الأمر تعمل على ترسيخ أسس الاستقرار في المجتمع بعيدًا عن الشّقاق والتّشرذم، كما أنّ الإسلام من مقاصده حفظ الدّين والعقل والنّفس وكلّ هذه الأمور لا تتحقّق إلّا بوجود علاقة طيّبة أو مستقرة بين الحاكم والمحكوم مبنيّةً على الطّاعة في المعروف تأسّس لمجتمع مستقرّ ثابت، لذلك نهى النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن الخروج عن الحاكم حتّى ولو رأينا منه ما نكره إلا أن نرى كفرًا واضحًا عندنا منه دليل وبرهان. وبهذا نكون قد مررنا بالمفهوم العام لطاعة وليّ الأمر ولم هي مهمّة للأمّة ويلقى هذا الموضوع اهتماماً كبيراً في الوقت الحاضر وتدور التساؤلات حول مدى انطباقه على الواقع العربيّ الحاليّ، لكن يبقى التساؤل هل دولنا إسلاميّة ويسري عليها هذا النوع من الأحكام الشرعيّة، وهل الفتاوى حوله حرّة حقّاً ومنطلقة من دراسة موضوعيّة أم أنّها فتاوى مسيّسة بشكل أو بآخر.